الرسام بايا محي الدين

سيرة شخصية

باية أو باية محي الدين (اسمها: فاطمة حداد زوجة محي الدين) ولدت في 12 ديسمبر 1931 في برج الكيفان بالجزائر فنانة تشكيلية جزائرية، لم تكن توقع لوحاتها فقط باسمها. تعتبر باية محيى الدين واحدة من الأسماء المتميزة في الفن التشكيلي، ليس في الجزائر والوطن العربي فحسب بل في العالم.
ولدت في 12 ديسمبر في برج الكيفان بضواحي العاصمة الجزائر يتيمةَ الأبوين منذ الولادة ربتها جدتها لتساعدها فيما بعد عندما تكبر في الفلاحة. كانت جدتها تعمل وتقيم عند مستعمرين فرنسيين، وفي 1943 أخذتها أختُ صاحب المزرعة مارغريت كامينة لتساعدها في أشغال البيت. كان بيت السيدة مارغريت الواقع في الجزائر غاية في الجمال والروعة ما أبهر باية.
شرعتْ باية في تشكيل تماثيلَ صغيرةٍ لحيوانات وشخصيات من خيالها من الطين فقط!. أُعجبتْ صاحبةُ البيت بفنها فشجعتها ودعمتها بأدوات للرسم. اهتم بها النحاتُ الفرنسي جون بيريساك وعرض رسوماتِها على أيمي مايغت Aimé Maeght (1906 - 1981)، وهو تاجرُ أعمالٍ فنيةٍ ومؤلفٌ ومنتجُ أفلامٍ معروفٌ آنذاك، ومديرُ مؤسسةِ مايغت للفنون.
عُرضتْ أعمالُها - لأول مرة - على الجمهور الفرنسي بباريس سنة 1947 ونالت أعمالُها نجاحاً باهراً. أُعجب الجمهورُ والنقادُ بهذا الفن الفطري الذي ميز أعمالها. كانت ( باية )طفلةً لم تتجاوز الثالثةَ عشرة عندما رسمتْ؛ ما وجده الفنانون شيئاً رائعاً, رغم سذاجته وبساطته، فاهتم بها الفنانون حتى إن بابلو بيكاسو الفنانَ العالمي (1881 ـ1973) طلب منها أن ترافقه ليعلمها الرسمَ, فبقيتْ برفقته عدةَ أشهر، استفادت خلالها كثيراً.
نشرتْ مجلة فوغ صورتَها بينما كان عمرها لا يتجاوز السادسة عشْرةَ.
( باية ) تكتشف باريس وعظمتَها:
التقت بجورج براك من مؤسسي المدرسة التكعيبية، فعملت لبلدية في فرنسا أعمالاً من الفخار. عادت باية للجزائر والتحقت بجدتها تم تزوجت وكانت الزوجةَ الثانيةَ للموسيقار الأندلسي الحاج ( محفوظ محي الدين ) الذي يكبرها بـ 30 سنة.
توقف مشوارها الفني ودام جموده عشرَ سنوات. وفي 1963 اشترى المتحف الجزائري أعمالها وعرضها، تحت إلحاحٍ كبير من مديرة المتحف. باية تعود للرسم ولم تتوقف عنه؛ فمنذ ذلك الوقت عُرضت أعمالُها في كلٍ من الجزائر وباريس والعالم العربي. الكثيرُ من أعمالها محفوظٌ في مجموعةِ الفن الساذَج في لوزان بسويسرا
تُوُفِّيَتْ ( باية ) في مدينة البليدة سنة 9 نوفمبر 1998