مبدعة جزائرية تنتقل من محاكاة أعمال محمد راسم إلى رسم الطوابع البريدية
رغم تجربتها القصيرة في فن المنمنمات، إلا أنها استطاعت أن تفاجئ متابعيها بلوحات ذات لمسة إبداعية مميزة لا تتوفر إلا في أعمال الكبار من الفنانين.
إنها “المنمنمة” زينب بحري التي التقتها “جواهر الشروق” في تلمسان التي استضافت مؤخرا المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة.
عائلة فنية
ترعرعت زينب، ابنة سطيف، في أسرة محبة للفن، شغوفة بالإبداع، فخالها درس الفن بفرنسا، فكان أستاذها منذ الصغر لذلك أتقنت فنيات الرسم في سن مبكرة.
وظلت زينب تطارد حلمها وتطور موهبتها باستمرار عبر الممارسة والتدريب المستمرين، من قلم رصاص إلى ألوان خشبية ومائية إلى الرسم على القماش.
وعندما كبرت، اختارت أقصر طريق لتحقيق طموحها، فانتسبت إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة التي فتحت لها المجال للتعرف على تقنيات جديدة في الرسم، واكتشفت كم هو واسع وفسيح هذا الميدان.
وفي سنة 2012 أبحرت بحري في فن المنمنمات، كانت حينها في الـ 23 من عمرها، حيث رسمت لوحة الداي حسين، حاكم الجزائر.
وخلال رحلتها الفنية القصيرة، تأثرت أيما تأثر بالإيرانيين الذين أبدعوا في هذا المجال، وشغفت بأعمال الفنانين الجزائريين محمد تمّام وراسم وحاولت محاكاة أعمال هذا الأخير.
تجربة فريدة
فرصة ذهبية حصلت عليها زينب أثناء مشاركتها في مهرجان المنمنمات والزخرفة الذي أقيم بتلمسان سنة 2017، نقلتها هذه التجربة إلى مجال لم تعهده ولم تجربه من قبل، وهو رسم الطوابع البريدية، حول هذا الموضوع تقول محدثتنا إن وزارة البريد والمواصلات ممثلة في مديرة الطوابع، سهام لخضاري، شاهدت دقة أعمالها التي لاحظت أنها تتناسب مع الطابع البريدي الذي يمثل هدفا وقصة تكرم من ورائه شخصيات تاريخية وتخلد مناسبات ثورية من خلال رسم هذه المعلومات على طابع مختوم من طرف مصلحة البريد، فدعتها هذه الأخيرة لإنجاز عدة طوابع منها: مجوهرات تنهنان، مخاطر الانترنت على الأطفال، اللباس الأورو متوسطي، مثل الشدة التلمسانية، الجبة القبائلية، البرنوس، والجلابة الرجالية.
المشاركة في المهرجانات
استطاعت الفنانة زينب أن تستقطب إليها أنظار مهرجانات المنمنمات والزخرفة التي عادة ما تستضيف كبار الفنانين العالميين، على غرار مهرجان تلمسان الأخير الذي قدّم ورشات تكوينية في غاية الأهمية تقول عنها زينب إنها استفادت منها كثيرا، مثل ورشة الأستاذ أجعوط حول تقنيات وكيفية إنجاز الزخرفة البارزة، وورشة الأستاذ بن قنيف حول تقهير الورق، بالإضافة إلى حضور أبرز القامات الفنية الجزائرية، على غرار الأستاذ الطاهر بوكروي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة، والأستاذ علي كربوش الذي يعتبر من كبار فناني المنمنمات في الجزائر وبالإضافة إلى لكونه أحد تلاميذ محمد راسم، وله إسهامات كثيرة في إنجاز الطوابع البريدية، وكذا الفنان العراقي صلاح الدين شيرزاد.
جوائز وتكريمات
“لم أكن أتوقع أن أفوز بالمرتبة الثالثة بسبب محاكاتي لراسم” هكذا قالت زينب بحري بعد أن استلمت جائزتها الثالثة من مهرجان المنمنمات الأخير بتلمسان وسط منافسة شديدة بين أبرز المبدعين في هذا المجال، ولم تكن هذه الجائزة هي الأولى في مسيرة بحري، حيث سبق لها وأن فازت بالمرتبة الثالثة سنة 2015 بنفس المهرجان, كما حصلت ضمن مسابقة للفنون التشكيلية بسطيف سنة 2014 على المرتبة الثالثة.
بتاريخ : 29-12-2021
الكاتب : سمية سعادة
المصدر : Echourouk (echoroukonline.com)