شغفت بهوايتها منذ الصغر وبقيت وفية لها بعد التقاعد فريدة يسقر.. الأوراسية التي جمعت 40 ألف طابع وطني وعالمي
جسّدت الأستاذة فريدة يسقر وفاءها لهواية جمع الطوابع على مدار 50 سنة، ورغم تقاعدها مؤخرا عن مجال التدريس (كانت تشتغل أستاذة التاريخ في ثانوية خديجة أم المؤمنين بباتنة) إلا أن بقيت وفية لها، وهي التي جمعت أكثر من 40 ألف طابع بريدي وعدد كبير من البطاقات البريدية وحوالي 900 ظرف أول يوم للإصدار، ناهيك عن الرسائل المسافرة التي جمعتها من التبادل والفوز في بعض النوادي والجمعيات ومنصات التواصل الاجتماعي وكذلك التبادل مع بعض الطوابعيين من مختلف أنحاء العالم.
شغفت الأستاذة فريدة يسقر بهواية جمع الطوابع البريدية (أو ملكة الهوايات) مثلما شغفت بها شخصيات معروفة، على غرار الملك فاروق بمصر والملك جورج الخامس والملكة اليزابيث الثانية والرئيس الأمريكي روزفلت الذي قال عنها “إنها هواية تخلق المواطن الصالح”، حيث تحوز الأستاذة فريدة يسقر على أكثر من أربعين ألف طابع بريدي وعدد كبير من البطاقات البريدية وحوالي 900 ظرف أول يوم للإصدار، ناهيك عن الرسائل المسافرة التي جمعتها من التبادل والفوز في بعض النوادي والجمعيات ومنصات التواصل الاجتماعي، وكذلك التبادل مع بعض الطوابعيين من مختلف دول العالم، مع شراء بعضها من عند البائعين المختصين، وكذلك بعض الهدايا التي قُدمت لها من أصدقاء من لبنان والكويت وفرنسا والمغرب والتشيك وفلسطين. وتتحدث الأستاذة فريدة يسقر عن قصتها مع هوايتها المفضلة قائلة: “كنت أجمع الطوابع وأنا في عمر 13 سنة مع مجموعة من التلميذات اللائي كن يدرسن معي، ولم نكن نعرف معنى أهمية جمع الطابع البريدي.. المهم عندنا هو جمع قصاصات مربعة ومستطيلة وذات ألوان زاهية ورسومات متنوعة وملفتة ولدول مختلفة وكانت طوابع مختومة (مستعملة)، وكنا نتسابق للحصول على أكبر عدد منها”، مضيفة بالقول: “في البداية كانت جمعا ثم تحولت إلى هواية يتم التبادل مع الزميلات في المتوسطة ثم الثانوية وكذا المراسلة مع أشخاص من مختلف دول العالم (مصر وفرنسا وبلغاريا) للتبادل بالطوابع المكررة، لكن بعد دخولها الجامعة قلّ شغفها ولو مؤقتا، ما جعلها تكتفي بالطوابع الجزائرية وما كانت تقدمه لي قريبة لها كانت تقوم بالمراسلة مع بعض الدول الإفريقية، مضيفة أنها كانت تقوم بتمزيق الرسائل للحصول على الطوابع، لأنها حسب قولها لم تكن تعرف قيمة الرسالة المسافرة، لكن بعد تخرجها من الجامعة واصلت الهواية بصورة منتظمة ودائمة.
وتؤكد الأستاذة فريدة يسقر في حديثها مع الشروق بأنه بحكم تخصصها الدراسي في الجامعة (تاريخ) أدركت أن لكل طابع حكاية ومعنى ومغزى (تاريخ، جغرافيا، بيئة، عادات وتقاليد، أعياد، قضايا عسكرية وسياسية وحروب…)، حيث يسافر بك الطابع البريدي إلى كل ربوع العالم للتعرف على مختلف الشعوب والأمم والحضارات، مضيفة أنها تملك بعض الطوابع التركية والبطاقات والعملات الكويتية التي صدرت ولم توزع، وبعض الطوابع الموريطانية الخاصة بالقضية الفلسطينية القليلة جدا، وأكبر مجموعة لطوابع العراق الخاصة بفلسطين ومنها 3 صعب الحصول عليها، كما تملك أول طابع جزائري بعد الاستقلال الذي أصدر في “الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة الجزائرية” على الساعة 17.15 من يوم الفاتح من شهر نوفمبر 1962 والفرحة تغمر الجزائريين لولادة أول طابع بريدي جزائري محض وتبلغ قيمة هذا الطابع: 1 فرنك ضريبة و9 فرنك توزع لفائدة الأرامل وأسر الشهداء ويسمى (1+9)، وكان إصدار هذا الطابع الذي يحمل عبارة «الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية» باللغة العربية عبارة عن عمل يرمز إلى السيادة الوطنية وإنجازا فنيا وطنيا قام به مجموعة من الشباب الجزائري بمطبعة جزائرية، وهو حسب محدثتنا أغلى طابع يباع عند التجار.
وإذا كانت الأستاذة فريدة يسقر تعترف بأن هواية جمع الطوابع مهددة وتصارع التطور التكنولوجي بسبب تخلي الناس على البريد التقليدي وتحولوا إلى البريد الالكتروني عبر الانترنيت والهاتف النقال، لكن حسب محدثتنا فإن المجتمعات تحاول الحفاظ عليها بتأسيس نوادي وجمعيات وطنية ومحلية وحتى افتراضية، متمنية تحسين المنتوج الوطني من المادة الطوابعية مع تأسيس جمعيات وطنية حتى يتسنى تأسيس فيدرالية وطنية تجمع كل الطوابعيين والهواة على المستوى الوطني، وخاصة حسب الأستاذة فريدة يسقر أن “لنا مجالات مختلفة على كل الأصعدة للتعريف بكل شبر من الوطن وما يزخر به من معالم طبيعية وتراثية وتاريخية”، متمنية في الوقت في الوقت نفسه انجاز صالون وطني في طبعته الثانية، خاصة وأن الطوابع حسب قولها تبقى سفارات متنقلة للجهات الصادرة عنها وستظل تحمل على الدوام رسائل ذات معان قوية في جميع الاتجاهات ومؤشرات على مستوى رقي الشعوب في جميع الميادين، مثلما عنونت لمراحل وأحداث وشخصيات تاريخية لعبت ولا تزال أدوارا حاسمة في تحديد الوجهة الحضارية للإنسان.
وللأستاذة فريدة يسقر مشاركات هامة في عدة صالونات ومعارض محلية ووطنية في ولايات أم البواقي وبسكرة وميلة واليزي والبيض وغيرها، كما تلقت عدة دعوات للمشاركة في معارض بتيبازة ووهران وعين تموشنت وتمنراست لكن الظروف لم تسمح لها بالحضور، كما سجلت تواجدها في عدة معارض محلية بعاصمة الأوراس وما جاورها، من ذلك معرض بمناسبة شهر التراث ومعرض بمناسبة الذكرى 67 لثورة الفاتح من نوفمبر ومعرض بثانوية هواري بومدين بمدينة عين ياقوت بمناسبة يوم الهجرة 17 أكتوبر, كما تحصلت على رخصة من السيد مدير التربية لولاية باتنة لإقامة معارض في العديد من المؤسسات التربوية. وفي السياق ذاته، فقد كانت محافظا لصالون باتنة لهواة جمع الطوابع والعملات والبطاقات البريدية سنة 2022، ناهيك عن حصولها على شهادات تكريم وتقدير من عدة جهات وطنية وعربية، إحداها من الجمعية الفلسطينية لهواة جمع الطوابع البريدية، مع قبولها في العضوية الفخرية لمدة 5 سنوات في الجمعية الوطنية الكويتية لهواة جمع الطوابع البريدية (أول عربي تمنح له هذه العضوية خارج دولة الكويت).
بتاريخ : 05-02-2023
الكاتب : صالح سعودي
المصدر : Echourouk (echoroukonline.com)