الكسكس



الكسكس


الكسكس هو طبق رمزي للجزائر، وقد ميز تاريخ الطهي والثقافي للبلاد. وهو معروف عالميًا، ويرمز إلى تراث الأجداد لسكان شمال إفريقيا، وخاصة البربر. ولطالما احتفت الجزائر بمناطقها الجبلية والصحراوية الشاسعة بهذا الطبق باعتباره ركنا من أركان فن الطهي لديها. يتكون الكسكس أساسًا من سميد القمح، مصحوبًا بالخضار واللحوم وأحيانًا الحمص، ويتنوع حسب المنطقة والمناسبة، ويتراوح من البسيط إلى الأكثر احتفالًا.

أهمية الكسكس في الجزائر تتجاوز حدود المطبخ. كما تم تخليده على طابع بريدي أصدره بريد الجزائر عام 2018. هذا الطابع، الذي هو جزء من سلسلة مخصصة لفن الطهي الجزائري، يوضح طبق كسكس غني بالزخارف، مما يشير إلى دوره المركزي في الوجبات العائلية والاحتفالات. ومن خلال هذا البرنامج، تبرز الجزائر رمزا قويا لهويتها الثقافية، مع تكريم تقاليد الطهي المتوارثة من جيل إلى جيل.

غالبًا ما يكون أصل الكسكس محل جدل، لكن من المقبول عمومًا أن هذا الطبق يعود إلى زمن البربر، الذين سكنوا جبال وسهول المغرب العربي قبل وقت طويل من وصول العرب. تظهر البقايا الأثرية المكتشفة بمنطقة تيارت أن أدوات صنع السميد كانت مستخدمة منذ قرون مضت. يعزز هذا الدليل فكرة أن الكسكس نشأ في الجزائر.

اليوم، أصبح الكسكس طبقا عالميا، يتم تحضيره في العديد من المنازل حول العالم، لكنه لا يزال متجذرا في الثقافة الجزائرية. ومن خلال ظهورها على طابع بريدي، فإنها تشير إلى تراثها بينما تحتفل بفن الطهي الذي يوحد أجيالًا من الجزائريين.

هذا المقال إهداء لصديقي عمر بن شنهو

بتاريخ : 02-10-2024
الكاتب : أحمد بن زين