واري عبد الحق جامع الطوابع البريديّة والتحف:  متحفي الخاص يحوي كتباً وتحف فنية ذات قيمة تاريخية



واري عبد الحق جامع الطوابع البريديّة والتحف: متحفي الخاص يحوي كتباً وتحف فنية ذات قيمة تاريخية


قال السيد “واري عبد الحق” هاوي جمع الطوابع البريديّة والعملات النقدية والتحف الأثرية القديمة: إنّ اقتناء القطع الأثرية التي كانت تستعمل في وقت مضى فرصة لتعريف الأجيال بمختلف تحف أجدادنا وإنني أعمل جاهداً للحفاظ عليها ولتعريف بها حتى تصبح محفوظة لدى الكثيرين.

وأضاف في حوار لـ السياحي: إنّ المقتنيات القديمة تعلم الإنسان كيفية الاهتمام والاعتناء بالقطع الأثرية، وتعرفه بمختلف الأدوات التي استعملها أسلافنا، مبيناً أنه يمتلك تحف يعود عمرها لأكثر من 150 عام. معرباً في ذات السياق عن أهمية ما يقوم به في سبيل الهواية وحفظ التراث.

كما طرح السيد “واري” فكرة إنشاء فيدرالية جزائرية لهواة الجمع تكون من مهامها وأهدافها تبادل الخبرات والمعلومات حول القطع المتحفية والتي بدورها ستساهم في إثراء وتنمية الهواية الجميلة و تحافظ على التراث المادي والمعنوي، وبالتحديد ما يؤرخ لمراحل هامة من تطور البلاد، وعلاقاتها على المستوى الدولي.

السياحي ــ من هو السيد واري عبد الحق؟

ج/ واري عبد الحق من ولاية سطيف، أبلغ من العمر 49 عاما، متزوج وأب لأربعة أولاد بنت وثلاثة ذكور هاوي جمع الطوابع البريدية والعملات والتحف ورئيس جمعية الفوارة للطوابعية بولاية سطيف.

السياحي ــ متى بدأت جمع المقتنيات الأثرية؟


ج/ بدأت في هواية جمع الطوابع البريدية وعمري لا يتجاوز 12 سنة حيث كان والدي يشتري لي بعض الإصدارات المختلفة، ومع اهتمامي واستماعي إلى الإذاعات العربية والدولية خاصة منها “ركن التعارف” وكذا “نادي المستمعين” بدأت أشارك بإهدائاتي واجمع حينها قصاصات ورسائل التي كانت تصلني من الأصدقاء بمختلف دول العالم إلا أن نمت وكبرت معي الهواية وبدأت بجمع المقتنيات القديمة والكلاسيكية الأمر الذي ولّد عندي حب الاستطلاع والفضول في معرفة أصل كل تحفة وحكايتها عندي.

اليوم الحمد لله وكما ترون تمكنت من زيادة المقتنيات التي امتلكها وفتحت محل الذي أعتبره متحفي الخاص أمارس فيه بيع وشراء وتبادل كل ما له قيمة تاريخية مع مهتمين بالتحف مما زاد شغفي بهذه الهواية التي لا أستطيع الاستغناء عنها لأنها تراث سوف أورثه كما ورثته.

السياحي ــ ما هي القطع الأثرية لديك؟

ج/ لا يمكن لي أن أحدد لك عينة ما، كل التحف القديمة هي بمثابة تراث إنساني له قيمته التاريخية تجد هنا أجهزة الراديو القديمة، مصابيح زيتية، فانوس من سنة 1930م، و كذا نحاسيات ذات زخرفة إسلامية، مفاتيح وأقفال عثمانية، ولديّ مجموعة من كاميرات الفيديو وآلات التصوير الفوتوغرافي والسينما، ومختلف هذه القطع التراثية تعود صناعتها لسنوات مختلفة من حيث القدم. كما يوجد مجموعة من أجهزة التلفزة القديمة التي تعتبر تحفة جميلة وتاريخية، منها الأبيض والأسود التي كانت تستعمل في السبعينيات والثمانينيات.

كما أني تخصصت في جمع العمولات والبطاقات وأملك طوابع بريدية لبعض بلدان العالم بإصداراتها المختلفة، وأحوز على طوابع نادرة لم تعد موجودة، وأسعارها مرتفعة نوعاً ما، منها أول طابع جزائري 1+9 صادر عام 1962م. وكنت في سعى دائم إلى أن اكتملت كل مجموعاتي بخصوص الطابع من سنة 1924م، إلى يومنا هذا وهكذا صارت هذه الهواية جزءاً مهماً في حياتي.

السياحي ــ توجد لديك بعض الكتب توحي أنها تحمل الكثير من الأسرار هل لك أن تحدثنا عنها؟

ج/ لديّ كتب ومراجع عربية وأجنبية قديمة يعود عمرها لأكثر من 90 سنة، كما أملك مجلات وصحف وبعض الأغراض القديمة التي تعنى بالبيت الجزائري وحتى العربي وأفادتني هذه المجلات والكتب القديمة كثيراً بحيث لما يكون لي متسع من الوقت افتح مجلة من المجلات أو كتاب قديم أجده غني جداً بالمعلومات.

وأنا من خلال مقتنياتي أتعلم عادات الناس وثقافاتهم بل وحتى الفترة القديمة التي كانوا يعيشونها وما تبع ذلك من تطور.

السياحي ــ كيف تحافظ على التحف طوال السنين.. ألا تخشى عليها من عوامل الجو؟

ج/ لكل نوع من التحف طريقة حفظ خاصة بها وأحافظ على المقتنيات القديمة من خلال شغفي وعشقي للتحف وجمع الطوابع، بحيث دائما استأجر محلا أهيئه بكل مستلزمات الحفظ لأن جمع التحف ليست مهنة بقدر ما هو خيار فني وبالتالي الهدف منه ليس تجاري محض لأنه عمل يتطلب تكريس وقت ومساحة لحفظ المقتنيات وأعتني بها في كل وقت وأجري عليها الصيانة والترتيب والتنظيف لتكون بعد ذلك أبواب المحل مفتوحة أمام الهواة والزوار والطلاب والباحثين.

السياحي ــ ماذا تعلمت من هواية الجمع؟

ج/ هواية الجمع جعلتني أتعرف على أناس من مختلف أطياف المجتمع فضلاً عن دكاترة وأساتذة جامعيون سواء من داخل الوطن و خارجه وحينما أتيحت لي فرصة المشاركة في صالونات جمع التحف والطوبع البريدية والعمولات اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال، لاسيما أنني كنت مهتم بالطوابع البريدية والعمولات فقط، وحينما وجدت شغفا واسعا على الطوابع والتحف امتزجت الهواية بالتجارة، لاسيما أنها تنوعت بين كتب تاريخية و نحاسيات متنوعة وبورتريهات للطبيعة، ساعات وتحف قديمة فضلاً عمولات نقدية نادرة كما علمتني الكثير من الأمور أفادتني في حياتي اليومية.

السياحي – كهاو جمع الطوابع البريدية وبطاقات المعايدة هل تشكل هاتين الأخيرتين أداة لتوثيق أحداث ما؟

ج/ بطاقات المعايدة أعتبرها أداة تثقيفية تحاكي تاريخ المدن حيث جعلت الهاوى يتعلق بثقافة وحكاية البلدان التي يجمع بطاقاتها بل يسافر عبر الزمن ويختزل المسافات من خلال تلك البطاقات. أما هواية الملوك أو «ملكة الهوايات» إن صح التعبير فقد أدى الطابع البريدي دوراً هاما في تخليد ذكرى آلاف الشخصيات التي لعبت دوراً بارزاً في تاريخ الشعوب كما أن الطابع البريدي يعتبر وثيقة وطنية صادرة عن الدولة ويمثلها في بلد آخر لهذا أعتبره بمثابة “خير سفير”.

وجمع الطوابع وسيلة كذلك للثقافة والتعلم لدى الهاوي، لأنه عندما يجمع هذه القصاصات الصغيرة فإن ذلك يثري معرفته التاريخية بالدول الأخرى ويبرز مختلف الأحداث العالمية.

السياحي ــ من أين تتحصل على القطع الأثرية والتحف؟

ج/ أحرص على امتلاك جميع المقتنيات من أنحاء العالم ومن الأسواق عن طريق المقايضة واهداءات بعض معارفي كما أني شديد الحرص للولوج المزادات التي تقام عربياً وعالمياً، واشتري منها لأنني اعتبرها فرصة حقيقية وقيمة أثرية نادرة. وتعتبر مشاركتي فيها وسيلة لاقتناء تحف أجدادنا أين سبق لي وأن اشتريت من هذه المواقع وأخرى تحفاً جزائرية مائة بالمائة حفاظا على التراث الجزائري.

السياحي ــ ما هي الصعوبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟

ج/ لقد واجهت صعوبات في بداية حياتي حيث لم تكن لديّ خبرة كافية أو معرفة بمصادر التحف والطوابع البريدية، ومع احتكاكي بهواة الجمع من مختلف الجنسيات تغلبت على تلك العقبات التي واجهتني. دون أن ننسى مشكل السيولة المالية فكنت أجد صعوبة كبيرة لتوفير ثمن شراء تحفة تكون مرتفعة نوعا ما أو حتى لشراء أي إصدار فكان علي توفير من 5000 إلى 10000 دينار للحصول عليه في كل شهر. كما أكد “واري عبد الحق” أهمية السوق الجزائرية ويعتبرها من أهم المصادر لديّة لأنه يوفر زخماً متزايداً من محبي الهوايات. لهذا كنت ولازلت دائما أطالب بإنشاء فيدرالية جزائرية ينطوي تحت لوائها كل الجمعيات المتخصصة في جمع الطوابع والعمولات النقدية وجامعي التحف القديمة يكون من مهمتها وأهدافها تبادل الخبرات والمعلومات حول التحف وأندر العمولات بشقيها الورقي والمعدني فضلاً عن الطوابع و الإصدارات البريدية.

كما تهدف الفيدرالية مساعدة الهاوي في التنقل بأغراضه و مقتنياته خارج ولايته للمشاركة في معارض وطنية تحميه بإعطائه عضوية في الفيدرالية ليحصل الهاوي على رخصة تنقل و رخصة المشاركة في المعارض، و المحافظة على مقتنيات الهاوي التي كانت ستحجز أشياءه الثمينة كما يمكن الرجوع إليها من أجل “تأكيد قيمة الشيء فنياً و تاريخياً” وهذا سيساهم في إثراء وتنمية هواية الجمع.

السياحي ــ أكيد أن هناك من يرغب في ممارسة هواية الجمع، بما تنصحه؟

ج/ نعم، نصيحتي للهاو المبتدئ هي القراءة عن الشيء الذي يستهويه، والاستعانة بالمعرفة الدائمة، والاستفادة من أهل الخبرة..، كما وجب عليه أن يملك كل أغراض الهواية من البومات و حافظات المتوفرة بمحل هواة الجمع بسطيف، وهي أغراض و مستلزمات ذات جودة عالية من ألمانيا منها الملقط، المكبرة، البوم حفظ الطوابع البريدية وأخيرا الصبر الطويل في البحث عن المجال الذي يستهويه.

السياحي ــ هل شاركت في معارض ؟

ج/ بالطبع، لديّ مشاركات كثيرة في صالونات ومعارض داخل وخارج الوطن، وجميعها ناجحة والحمد لله، وأذكر هنا مشاركتي في المعرض العربي للطوابع البريدية في المدينة المنورة 2013 أين تحصلت على الميدالية “الفضية الكبيرة”، ومعرض البطاقات بمدينة “ران الفرنسية” أين تحصلت على الميدالية الأولى من خلال مشاركتي ببطاقات مدينة سطيف القديمة، بالإضافة إلى مشاركتي في عدة صالونات وطنية في كل من تيسمسيلت، بسكرة، ورقلة، جيجل، عين الدفلى، أم البواقي وقسنطينة.. الخ أين تحصلت على المرتبة الأولى وطنيا سنة 2011م، بولاية تسمسيلت.

كما لا تفوتني الفرصة لأذكر لكم ما نظمته جمعيتنا “الفوارة للطوابعية” من نشاطات تمثلت في تنظيم 05 معارض للطوابع البريدية والعمولات منها ما هو وطني بمشاركة مختلف ولايات الوطن وصالون مغاربي أين شاركت جمعيات وهواة كل من تونس، المغرب، ليبيا وموريتانيا أما الصالون العربي كان بمشاركة 14 دولة عربية مع حضور دولة فرنسا كضيف شرف وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصالونات والمعارض التي تشرفت جمعية الفوارة للطوابيعية على تنظيمها كانت الأولى من نوعها بولاية سطيف.

السياحي ــ كلمة أخيرة

أتقدم بجزيل الشكر لجريدة “السياحي الجزائرية” على هذه الالتفاتة الطيبة واهتمامها بكل ما يتعلق بالسياحة الثقافية الجزائرية و العربية وكذا بالتأريخ والتراث وإن دّل هذا على شيء، فإنما يدّل على مدى اهتمام القائمين على هذا المنبر الإعلامي بكل ما يحفظ ذاكرة الأمم.

مصدر : assayahi.dz
حاوره: قارة زهير

بتاريخ : 12-11-2024


انظر أيضا الصور التالية