وثيقة رسمية

وثيقة رسمية

المكتبة > الطوابع البريدية > 1985 > رقم 846


بعض القراءة


إن البرنامج الوطني للتحكم في النمو الديمغرافي، المصادق عليه يوم 20 فيفري 1983، والرامي إلى تنظيم الوتيرة المفرطة للتزايد السكاني، قصد تحسين مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية متوجه بالدرجة الأولى إلى الأسرة الجزائرية، لحثها على مشاركة واعية في تنظيم الأسرة. والهدف من وراء تنظيم الأسرة هو السماح للعائلات باختيار عدد الأطفال وفترة ولادتهم، وبالتالي إثارة سلوك رزين ومسؤول لديهم فيما يخص الولادة. فينبغي ألا يساهم تخطيط الأسرة في تقليص حجم الأسرة الجزائرية فحسب، بل لابد أن يضمن أيضا نوعية أفضل للمعيشة. وهو يرتكز على برامج متناسقة ومتكاملة تحتوي خاصة على: u تباعد الولادات. u مكافحة وفيات الأطفال. u تشجيع رضاعة الأم. والمرجو من وراء تباعد الولادات هو تحسين صحة الأم والطفل، لأنه تبين أن الولادات المتعددة والمتقاربة تضاعف خطر التعرض للموت أو المرض عند الأم والطفل، فتباعد الولادات هو أيضا وسيلة مكافحة وفيات الأطفال، أو وفيات الأطفال الذين لا يتعدى عمرهم عاما واحدا، تلك الوفيات التي لا يزال معدلها مرتفعا في الجزائر. أما برنامج مكافحة وفيات الأطفال الذي وضعته وزارة الصحة العمومية فهدفه تخفيض النسبة المقدرة بـ83 % في 1985 إلى 50 % في سنة 1990، ويرتكز تحقيق هذا الهدف أساسا على تطور التدخلات الوقائية. إن تشجيع رضاعة الأم هو أيضا وسيلة لا غنى عنها لضمان صحة جيدة للرضيع، لأن الرضاعة عند الأم تحد من الأخطار التي تهدد المولود الجديد في أشهره الأولى، إذ أن حليب الأم ملائم لحاجيات الطفل الغذائية ويحتوي على عناصر ذات مناعة تحفظه من الأمراض، كما أن رضاعة الأم تساهم في توسيع الفارق بين الولادات لأنها مانعة للحمل، ذات فعالية أكيدة، دون أن تحمي تماما، مع ذلك، ضد حمل جديد. فتنظيم الأسرة في أوجهه الثلاثة المذكورة أعلاه يساهم إذن في تكوين أسرة سليمة ومتزنة وصغيرة الحجم.