بعض القراءة
تمت المصادقة على الميثاق الوطني في يوم 27 جوان 1976 بعد نقاش تاريخي واسع جرى في غضون شهر ماي من نفس السنة. وبذلك تعززت الثورة باستراتيجية بعيدة المدى وبدأت مرحلة من الجهود الحثيثة في سبيل بناء اقتصاد مستقل ومجتمع تقدم ورقي، يقر بالاشتراكية كخيار لا رجعة فيه. فبعد عشر سنوات من التطبيق العملي، كان لابد من وضع تقييم شامل من أجل تثمين الإنجازات واستخلاص العبر من التجربة الميدانية. وفي سياق الاستمرارية والتجديد، عرض الميثاق الوطني على الشعب للإثراء. وخلال ستة أشهر، تركز اهتمام الجماهير الشعبية على هذا المشروع من خلال المناقشات التي تواصلت عبر كامل التراب الوطني وعلى كافة الأصعدة. صادق المؤتمر الاستثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي انعقد في الفترة مابين 24 و 26 ديسمبر 1985، على النص في طبعته المكملة والمنقحة. وبتاريخ 16 جانفي 1986، توجه الشعب الجزائري عن بكرة أبيه وفي انطلاقة جماعية ومسؤولة، إلى صناديق الاقتراع وكان عدد المصوتين بـ''نعم'' 863 508 10 صوت مقابل 063 181 صوت قالوا ''لا'' للميثاق الوطني الجديد المعروض للاستفتاء الشعبي. هذا النص التاريخي يحدد المطالب المتعلقة بالتطلعات الشرعية للجماهير ويبيـّن السبيل الذي يتوجب اتباعه من أجل بناء مجتمع رفاهية وترقية الإنسان، تحت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الرشيدة.