بعض القراءة


تقرر إجراء الدورة الثالثة عشر لكأس العالم لكرة القدم بين 31 ماي و 29 جوان 1986 بالمكسيك. وهكذا يعود العرس الكروي الكبير، الذي يترجاه العالم بأسره كل أربع سنوات، يعود بعد مرور ستة عشر سنة إلى البلد الذي احتضن في عام 1970 ما يجمع الأخصائيون على أنه أجمل وأروع مونديال في التاريخ. خلال ما يقارب الشهر، سيتبارى أربعة وعشرون منتخباً وطنياً حول الكأس الغالية، وستكون الجزائر حاضرة في هذه الدورة وستكون من بين الفرق التي ستجلب الأنظار إليها بعدما أصبحت مهابة الجانب إثر النتائج الباهرة التي حققتها في كأس عام 1982 بإسبانيا. نتائج نذكّر أنها دفعت بمنتخبيّ جمهورية ألمانيا الفدرالية والنمسا إلى اللجوء إلى التآمر على إقصاء الجزائر، مما دفع بالاتحادية الدولية لكرة القدم إلى إدخال تعديل جوهري في قواعد اللعبة، بحيث أن ابتداء من كأس العالم 1986 يستوجب إجراء المباريات الأخيرة في نفس المجموعة في نفس التوقيت من أجل تجنب أي صفقات محتملة. الجزائر والمغرب، اللذان يمثلان القارة الإفريقية، سوف يسعيان لإثبات المكانة التي تبوأتها كرة القدم الإفريقية عموماً والمغاربية بوجه خاص على الساحة الدولية. للعلم أنه كان مقرراً أن تنظم نهائيات هذه الكأس في كولومبيا، لكن مشاكل اقتصادية عويصة أرغمت هذا البلد على أن يتنازل عن الأمر. ولما كانت هذه الدورة مقررة في القارة الأمريكية، قررت الاتحادية الدولية لكرة القدم (الفيفا) أن تسند التنظيم للمكسيك تلبية لطلبه. وبالرغم من ضيق الوقت، استطاعت بلاد الأزتيك أن ترفع التحدي لتكون في الموعد، معتمدة في ذلك على حب الشعب المكسيكي لكرة القدم. حتى أن المأساة التي مر بها البلد في أول سبتمبر 1985 بعد الزلزال الذي ضرب مدينة مكسيكو، مخلفاً عشرات الآلاف من الضحايا وأضراراً مادية كبيرة، لم يثبط من عزيمة المكسيكيين ومن إرادتهم في إنجاح تنظيم هذا الحدث الكروي الكبير.