بعض القراءة
باعتبارها أماكن نور ونضارة، تنم الأفنية الداخلية لديار مدينة الجزائر التقليدية لوحدها عن تفنن في العيش والعمران، فهندستها المعمارية وفخامة المواد المستخدمة خير شاهد على دقة فن الزخرفة الإسلامي، بالإضافة إلى تلاؤمها مع المتطلبات الوظيفية للحياة اليومية، كالحفلات والسهرات العائلية والمناسبات الأخرى. فيمكنك أن تجد فيها الهدوء والشساعة والراحة في انسجام تام مع خطوط وأحجام هذه الديار الجميلة، حيث تشكل فيها العنصر الرئيسي. وهناك سقيفة تحيط بها مقاعد رخامية توصل إلى الأفنية الداخلية، ويوجد بها ممر متعرج يؤدي إلى فناء مربع الشكل (وسط الدار)، تحيط به أربعة أروقة ترتكز أقواسها على أعمدة من المرمر، وعادة ما يحتوي وسط الفناء على فوارة ذات فسقية، أما الغرف الموجودة تحت أروقة الفناء فهي قليلة العمق وبالغة العرض، وتطل مساكن الطوابق، الأكثر عرضا على الشارع بخرجات، وتغطي هذه القصور أسطح تكون بمثابة لواحق، وعادة ما يحتوي القصر على حمام خاص.
دار الحمراء هي دار بناها الداي حسين، ويوجد بها لوح تذكاري يشير إلى أن الجنرال بورمون زار الداي، ردا على الزيارة التي أداها له هذا الأخير بالقلعة (القصبة). يعتبر فناؤها ذو الأقواس ورواقها الموجود في الطابق الأول والمزدان بأعمدة حلزونية وأقواس قوطية، وكذا نجارة غرفها وبهوها وجدرانها المغشاة بالجص، وكتاباتها الجدرانية وخزفياتها وسقوفها المرصعة بصفائح ذهبية شهادة على فن رفيع.
دار عزيزة بنت الداي هي عبارة عن قصر بني تكريما لبنت الداي زوجة باي قسنطينة، وتشكل جزءا من الجنينة. إن فنها المعماري الأنيق ومرمرها وخشبها وجبسها المنحوت، وكتاباتها الجدرانية المذهبة لفاتنة وجذابة حقا.
دار مصطفى باشا بني قصر مصطفى باشا في سنة 1214 هجرية ( 1799م)، وكان الداي المقيم في الجنينة ينزل بهذا القصر يوم الجمعة بعد الصلاة.