بعض القراءة
مع مرور الزمن والعصور، أصبحت الرقصات الشعبية اليوم تعتبر إحدى المكونات الأساسية للتراث الثقافي الجزائري. لكونها أكبر شاهد على طريقة حياة الناس وتقاليدهم، تعبر الرقصات الشعبية بصفة ملموسة وقوية عن الأفراح والأحزان والقيم والعقائد وأنماط معيشة المجتمعات الإنسانية. في بلدنا وحسب المناطق والعصور ترمز لا محالة وحدة حركة الجسم والموسيقى، التي تعرف بالرقصة الشعبية، إلى العلاقة بين الرجال والجماعة والأسرة والطبيعة، وأعمال الحياة الأساسية واليومية. وهكذا نقلت لنا إيقاعات وحركات وأزياء وألوان رقصاتنا الشعبية رسالة حية عن طريقة حياة وسلوك أجدادنا. تحتوي الرقصات الشعبية سواء كانت جماعية أو ثنائية أو فردية على كثير من الأشكال والتعابير الجسدية، التي يعكس تعدادها غنى فلكلورنا وتراثنا الموسيقي. ومن خلال هذه الرقصات يكتشف المرء كل قيم المجتمع الجزائري العاكسة للمواضيع المميزة لهذه الرقصات، التي لا يماثل قيمتها الجمالية سوى المشهد البرّاق والانسجام البهيج، حيث تمتزج الأزياء والموسيقى والألوان. وتشكل الرقصات الجزائرية الشعبية ببساطة إيمائها وبهجة حركاتها وحيوية آلاتها، وغنى لحنها تعبيرات نفسية ذات نوعية عالية لكل من يعتبر الرقص حركة طبيعية وثقافية في آن واحد للإنسان. وسعيا لإثراء تراثنا الثقافي والمحافظة عليه، اتخذت السلطات العمومية سلسلة من الإجراءات، تهدف إلى حماية هذا العنصر الهام من هويتنا الجماعية والثقافية، فأصبحت هكذا المهرجانات والمسابقات و التبادلات واللقاءات فرصا لتقويم والتعريف بالرقصات الشعبية الجزائرية.