بعض القراءة
قد تبدو 25 سنة مرحلة قصيرة في حياة أمة، لكن بالقياس إلى التقدم المحقق والأشواط التي قُطعت في محاربة الجهل والجوع والأمراض والتبعية، نجد أن الجزائر المستقلة قد حققت عملا جبارا تحت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني. إن 25 عاما هو سن الشباب الذين ولدوا في سنة 1962 والذين يزاولون اليوم دراستهم في الجامعات، ومراكز البحث أو يعملون في المصانع التي شيّدتها الجزائر في ظرف 25 سنة. لقد كانت المرحلة المجتازة غنية بإنجازات تتمثل في إعادة بناء الدولة واستتباب الهياكل السياسية والإدارية، وإرساء أسس صناعية ووضع هياكل تحتية أساسية وهياكل قاعدية اجتماعية... الخ، كما أنها كانت ثرية بالخبرات والتجارب التي ما فتئت تزيد في نضج رؤية وتصور المستقبل. إن التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية عديدة وعميقة في المجتمع الجزائري، الذي يمتاز بشبيبة وحركية يعتمد عليهما في مواجهة تحديات عصرنا، لضمان المستقبل في ظل احترام مبادئ وقيم البلاد. إن 25 عاما هو سن الرشد، بل هو سن النضج بالنسبة للجزائر التي أحرزت مكانة معتبرة على المسرح الدولي بفضل ثباتها في قراراتها ومساندة القضايا العادلة عبر العالم، والمساهمة في إقامة نظام جديد ضمن المجموعة الدولية باتباع مناهج جديدة في الحوار والتشاور والتعاون. إن 25 سنة هي خلاصة تجربة مجتمع يعمل طامحا إلى الرفاهية والسلام والعدل والحرية، التي ضحى من أجلها الشهداء بأنفسهم، ولا تزال الجزائر تسعى إلى تحقيقها وفاء للتاريخ ولأبنائها.