مغلف اليوم الأول

مغلف اليوم الأول

المكتبة > الطوابع البريدية > 1988 > رقم 934


بعض القراءة


إن الأبارتايد الذي يعني بالهولندية الإفريقية ''تطور منفصل للأجناس'' ما هو إلا نظام قائم على التمييز العنصري الذي طبقته رسميا حكومة إفريقيا الجنوبية منذ .1948 ويعزل هذا النظام أغلبية السكان (زنوج إفريقيا الجنوبية) من كل النشاطات السياسية للبلاد، بإخضاعهم لمجموعة من القوانين والأنظمة القمعية. ونظرا لوعيها بخطورة المشكلة، قدمت 12 دولة عضوا في الأمم المتحدة مذكرة في سنة 1952 أبرزت فيها الانتهاكات العديدة والمختلفة لحقوق الإنسان التي يمارسها نظام الميز العنصري ضد أكثر من 80 بالمائة من سكان إفريقيا الجنوبية. ومن ثم، اعتبرت هذه المعاملة بمثابة ''جريمة ضد الإنسانية'' ونددت بها المجموعة الدولية بانتظام في إطار منظومة الأمم المتحدة، لذا وضعت كل هياكل المنظمة (الجمعية العامة، مجلس الأمن، أجهزة فرعية، منظمات مختصة) إجراءات خاصة لمحاربة الميز العنصري. زيادة على اللوائح العديدة التي تبنتها في شأن هذه المسألة، لفتت الجمعية العامة انتباه مجلس الأمن مرات عديدة إلى ما تعتبره تهديدا للسلم والأمن الدوليين وأوصته باتخاذ إجراءات مناسبة، بما في ذلك، وضع عقوبات شاملة ومجبرة لإرغام حكومة إفريقيا الجنوبية على إنهاء نظام الميز العنصري. وفي سنة 1962، أنشئت ضمن الأمم المتحدة لجنة خاصة لمحاربة الميز العنصري، مهمتها متابعة تطور السياسة العنصرية لحكومة إفريقيا الجنوبية. ومنذ 1965 أنشأت الجمعية العامة عدة صناديق أموال خاصة لإعانة ضحايا الميز العنصري، وأقامت مركزا لجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات الخاصة بالعقوبات الوخيمة الناتجة عن الميز العنصري.

وفي سنة 1978 اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية دولية للقضاء على جرائم الميز العنصري وزجرها، وعرضت هذه الاتفاقية على البلدان الأعضاء للتوقيع عليها. وبمبادرة من اللجنة الخاصة لمحاربة الميز العنصري اعتمد بيان «للتأكيد ثانية على التزام حكومات وشعوب العالم بتطبيق الإجراءات اللازمة على الميز العنصري»، الأمر الذي دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الإعلان عن السنة الدولية لمحاربة الميز العنصري (مارس 1978، مارس 1979) ومن ثم، نظمت عدة محاضرات وحملات دولية لإدانة الميز العنصري والمطالبة بتطبيق نظام كلي للعقوبات الشاملة والإجبارية من المجموعة الدولية، لإرغام إفريقيا الجنوبية على إنهاء نظام الميز العنصري. كما شكّلت احتفالات الذكرى الـ25 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية واللجنة الخاصة لمحاربة الميز العنصري والتابعة للأمم المتحدة فرصة مكّنت الشعوب الإفريقية وكل المجتمع الدولي من التعبير عن التضامن مع شعب إفريقيا الجنوبية، ومساندته في كفاحه ضد الميز العنصري.