وثيقة رسمية

وثيقة رسمية

المكتبة > الطوابع البريدية > 1989 > رقم 938


بعض القراءة


لقد كانت قسنطينة دائما مكانا مسكونا من طرف الإنسان، وأول اسم أطلق عليها هو «ساريم باتيم»، وهذا حين كوّن القرطاجيون فيها ملتقى تجاريا. في القرن الثالث قبل الميلاد أصبحت العاصمة الشرقية لإمبراطورية الماسيسيل، وبعدها بقرن جاء ماسينيسا كأول ملك تمكن من توحيد أمازيغ نوميديا، وجعل منها عاصمة لمملكته، وأطلق عليها اسم سيرتا، وبذلك غدت، ولسنوات طويلة، العصب المحرك للحياة التجارية في شمال إفريقيا. بعثت الخوف في قلوب كل من القرطاجيين، الذين فرضت عليهم احترامها، وهذا بعد أن طُردوا منها، والرومان كذلك، الذين كانوا يرغبون في احتلالها. بعد وفاة ماسينيسا، عرفت المملكة بعض القلاقل، التي أدت بها في النهاية إلى التفتت، وذلك ما منح الفرصة للرومان من أجل غزوها وضم نوميديا ومعها سيرتا إلى إمبراطوريتهم. قاوم يوغرطة وتمكن من استعادة المدينة عام 112 قبل الميلاد، بعد محاصرتها لمدة خمسة أشهر، لكن الرومان وبعد عشريات قليلة من الزمن، أي في سنة 46 قبل الميلاد، تمكنوا من الوصول إلى هدفهم تحت حكم يوليوس قيصر. في القرن الثاني أصبحت سيرتا في قلب مجموعة من المدائن والحواضر، التي أطلقت عليها تسمية «ريبوبليكا 4 كولونياروم سيرتنسيوم»، ثم غدت عاصمة لنوميديا الشمالية. وفي سنة 311، تمرد السكان المحليون على سلطة روما، وهو ما أدى بالإمبراطور ماكسانس إلى تدميرها. في سنة 312 أعاد الإمبراطور قسطنطين الأول بناءها، وأطلق عليها اسمه، كما فعل مع مدينة القسطنطينية (المسماة اليوم اسطنبول). انتقلت إلى أيدي الوندال والبيزنطيين ثم العرب الفاتحين في القرن السابع، وعرفت منذ ذلك الحين تطورا ثقافيا كبيرا. استولى عليها العثمانيون في القرن السادس عشر، وجعلوا منها عاصمة بايلك الشرق، وبها شيّد صالح باي جامع الكتاني ومدرسة سيدي الكتاني، وكذا مدرسة سيدي لخضر وقصر البلاط الذي جعل منه مسكنه.