بعض القراءة
الجامع الجديد
بني مسجد ''الجامع الجديد'' في عام 1660 في الموقع الذي توجد فيه مدرسة بوعنان. وكان يعتبر أكبر مساجد مدينة الجزائر في زمن كانت فيه لكل جماعة ولكل حارة جامعها. صمم حسب النموذج الرسمي للجوامع الذي فرضه الملك الزيري أبو عبد الله محمد الثاني (1505 ـ 1512)، بحيث صمم في شكل صليب على غرار العديد من المساجد التركية المتميزة عن باقي النماذج. وكان مسجد الجند الأتراك الذين أرسلتهم الإمبراطورية العثمانية لخدمة قصر العرش في الجزائر. هذا المسجد الذي أقيم للعبادة على أسس المذهب الحنفي الشائع عند الأتراك، بناه الصيادون وفق التصميم العمراني الأناضولي لمساجد إسطنبول: تصميم في شكل صلبان لاتينية وقبة بيضاوية الشكل ذات مؤخرة حادة، تحيط بها أربع قبب أصغر حجماً. مئذنتها مطلية ببياض ناصع، على غرار جميع بيوت ومباني الجزائر، مربعة الشكل وكان ارتفاعها في الأول يقترب من 40 مترا قبل أن يخفض إلى حدود 27 م مع الشروع في بناء نهج الجمهورية ـ تشي غيفارا حالياً ـ من طرف الاستعمار الفرنسي. فوق هذه المئذنة علقت الساعة الجدارية منذ عام 1853، بينما كانت في السابق موجودة في ''قصر الجنينة''. منبر ''الجامع الجديد'' هو من الطراز الإيطالي ومصنوع من الرخام المنقوش. طوال قرون متوالية، تعاقب الأئمة والمصلون على استخدام نسخة نادرة من المصحف الشريف هي الآن محفوظة في المتحف الوطني للآثار القديمة.
قبة الأميرالية
يطل ''الجامع الجديد'' على أحد أبواب الحصن القديم، المدعو ''باب البحر''، الذي يؤدي بدوره إلى الأميرالية المشهورة قديماً بقبتها التي تدخل منها بضائع التجار من النصارى الذين تفرض عليهم رسوم جمركية. وكان أيضاً باب الضيوف والبحارة من الأجانب. أما الأهالي من السكان القادمين من المتيجة و من بلاد القبائل فكانوا يدخلون من ''باب عزون'' جنوب المدينة، وسمي باسم أحد الذين حكم عليهم الداي بالإعدام، وأعدم مرفوعاً على خازوق وترك معلقاً فوق الباب.