بعض القراءة

قبل عشرين سنة خلت، قام الإنسان بخطواته الأولى على سطح القمر، وبذلك حققت البشرية جمعاء خطوة عملاقة في غزو الفضاء. فالفضاء ما فتئ يشكل بالنسبة للإنسان حقل اهتمام دائم في بحثه اللامتناهي عن التحكم في عناصر الطبيعة، التي كان القمر ضمنها أول كوكب غذى خرافات وثقافات جميع الحضارات الإنسانية. وبمناسبة الذكرى العشرين لهذا الحدث الكبير لا يسعنا إلا أن نتأمل لحظة لتقدير ما كلفت هذه الخطوات الأولى الرجل من جهد ومهارة، الذي تمكن بالتالي من اكتساب سنوات من التطور العلمي والإبداع التكنولوجي، واليوم أيضا يشكل الفضاء رهانا معتبرا للعلم والبشرية، ولذلك فهو موضوع برامج ضخمة من الأبحاث والاستكشافات. رغم الإخفاقات والخسائر في الأرواح والموارد المالية المستثمرة، واصل الإنسان مسيرته نحو غزو الفضاء. خلال عشريتين قطعت عملية غزو الفضاء مراحل جديدة ويبقى الهدف إمكانية القيام برحلات طويلة، في ظروف مماثلة لتلك المتوفرة على الأرض. إن التحليلات والاختبارات والتجارب العلمية التي تجرى على محطات الفضاء الجديدة مازالت تمد يوميا مراكز الأبحاث بالمعطيات لتطوير العلم، والسماح للإنسان ببناء مصيره، فالآفاق المفتوحة اليوم للتحكم في الفضاء، ستساهم بدون شك في توسيع حدود الإنسان ومعرفته.