مغلف اليوم الأول

مغلف اليوم الأول

المكتبة > الطوابع البريدية > 2018 > رقم 1810


بعض القراءة


الكسكس الجزائري : يعد الكسكسي طبقا غذائيا تقليديا عريقا يعود إلى ألاف السنين ، و يحتل مكانة بارزة في الطبخ الجزائري ، اذ بات اليوم مقاوما عنيدا للأكلات المعاصرة ، هو طبق أساسه حبة من طحين القمح فلهذا نجد تاريخ هذه الأكلة لا ينفصل عن تاريخ الحبوب الأكثر زراعة في العالم ألا وهي القمح و هذا منذ سبعة ألاف سنة ق..م .
و يؤكد الخبراء أن تاريخ طبق الكسكسي يعود إلى الفترة 148-202 قبل الميلاد حيث تم العثور على بقايا فخاريات تشبه الأواني المستخدمة في تحضير الكسكسي في مقابر تعود إلى فترة الملك الآمازيغي ماسينيسا . وبدخول الإسلام شمال إفريقيا ، تبناه العرب الفاتحون حيث سمحت عملية تنقيب بمنطقة تيارت في الجزائر بالعثور على بعض الأواني من بينها القدر المستعمل في تحضير الكسكس يعود تاريخها للقرن التاسع .
إن كلمة سكسو التي أصبحت كسكس و كسكسي في لسان عرب شمال إفريقيا توجد في لهجات الجزائر كلها و شمال افريقيا و هي كلمة تشير إلى القمح جيد القولبة و الفتل و الحاضر في الحياة اليومية فهو طبق جميع المناسبات كالأعراس و الوعدات و المآتم .و يتغير نطق تسمية الطبق من منطقة إلى أخرى على غرار كسكسو و سكسو في منطقة القبائل الى الجزائر العاصمة ، يعرف في شرق البلاد ب الكسكسي ، النعمة ، البربوشة و يسمى في منطقة ميزاب أوتشو بينما في غرب البلاد يدعى طعام .
إذن فالكسكسي هو طبق وطني حقيقي و يتم تحضيره بأساليب شتى و يطهى رفقة اللحم بأنواعه و اللحم المجفف المملح أو حتى بمعية السمك و يقدم بالمرق و هو عبارة عن ممزوج بين الخضروات و البقول و التوابل و يدعى ' المرقة ' باللفظ العربي و 'السقي' باللفظ الأمازيغي بألوان حسائية أحمر ،أصفر ،أو أبيض كما نجد أنواع أخرى هي أطباق كسكسي مسكرة تدعى ب 'السفة' و أخرى مسكرة و مملحة كليا تعرف ب 'المسفوف' .
إن هذا الطبق العريق و العابر للثقافات بقي أصيلا رغم مرور الزمن لكونه الغذاء الأساسي في شمال إفريقيا و الطبق الوطني في بلدان المغرب العربي الكبير ( الجزائر تونس و المغرب) التي تطالب بقوة بكونها مهدا له مما دفع خبراء من الدول الثلاث لتقديم في الآونة الأخيرة ملف تصنيف الكسكس اختصاص المطبخ المغاربي و شمال إفريقيا كتراث لا مادي عالمي للإنسانية لليونيسكو . وسيكون هذا التصنيف وسيلة لتعزيز الروابط القوية بين شعوب المغرب العربي الكبير.