وثيقة رسمية

وثيقة رسمية

المكتبة > الطوابع البريدية > 2018 > رقم 1833


بعض القراءة


مرّت اللغة العربيّة بمراحل قبل أن تُكلّل بالاعتراف الأمميّ لغةً عالميّة بمراحل عسيرة؛ فمنذ المؤتمر العام لليونسكو سنة 1948 و الدعوات تتوالى على أن تكون اللغة العربيّة لغة العمل الرّسمية للمؤتمرات الأمميّة مثل الإنجليزيّة و الفرنسيّة... و منذ ذلك الوقت و الطلب يُجدّد في كلّ مرّة. و في سنة 1973 بدأت تتحقّق أجزاء هذا الطلب؛ إذ استعملت أوّل مرّة في الجمعيّة العامّة للأمم المتحدّة من 01 سبتمبر إلى 31 ديسمبر 1973م، و أُدرجت في جدول الأعمال في سنة 1974 بناءً على طلب حكومات الدوّل العربيّة و منها الجزائر. و وقع التّصديق على الإقرار في الأمم المتّحدة، و كذا في اليونسكو؛ لتعزيز مقامها في التّرجمة منها و إليها، إلى أن تمّ اختيار الثّامن عشر (18) من ديسمبر يوماً عالمياً للاحتفاء باللّغة العربية تماشيّا مع قرار الأمم المتّحدة و هو ضرورة الاحتفاء باللّغات الستّ المستعملة عالمياً، و كلّ لغة لها مناسبتها الخاصّة بها، و بميسم يُخّلدها.
لقد اختارت كلّ دولة ما يناسب رمزيتها للاحتفاء بلغتها في العالم، فكان اتّفاق الدّول العربيّة على الثّامن عشر (18) ديسمبر؛ تيمّناً باليوم الأوّل الذي استعملت فيه في أروقة الأمم المتحدّة. و منذ سنة 2012 أصبحت اللّغة العربيّة لغة رسميّة في هيئة الأمم المتّحدة و في الوكالات التّابعة لها؛ و عددها إحدى و عشرون (21) وكالة،و ذلك إقرار من اليونسكو بأهميّة اللّغة العربيّة و ما تمثّله من منظومة لغوية ذات حضارة إنسانيّة لا تتوفّر عليه لغة أخرى إضافة إلى ما تشكلّه من امتدادات جغرافيّة في القارّات الخمس.
تعود أهميّة اللّغة العربيّة إلى أنّها اللّغة الوطنية الرّسميّة لاثنتين و عشرين (22) دولة عضوة في الأمم المتّحدة، و يتكلّمها لغة أمّ أكثر من خمسمائة (500) مليون نسمة، و يستعملها ما يقرب من المليارين (2 مليار) من ساكنة المعمورة في صلواتهم بصفة يوميّة، و تستعملها اثنتا عشرة (12) دولة لغة أجنبيّة رسميّة أولى، و ستّ و عشرون (26) دولة لغة أجنبيّة رسميّة ثانيّة، و هي أيضاً لغة رسميّة في المنظّمة العربيّة للتربيّة و الثّقافة و العلوم (الألكسو) و في المنظّمة الإسلاميّة للعلوم و الثّقافة (الأسيسكو) و في منظّمة الاتّحاد الأفريقيّ، بالإضافة إلى أنّ كثيراً من اللّغات الإسلاميّة تستعمل حروفها للكتابة مع تكييف بسيط، علماً أنّ حروفها تستجيب لكلّ الأصوات الطبيعيّة، و هذا ما جعلها تتبوّأ المكانة العالميّة بين لغات العالم.
إنّ تخصيص الثّامن عشر (18) من ديسمبر من كلّ سنة للاحتفاء عالمياً باللغة العربيّة دليل إقرار القيمة العلميّة و الحضاريّة التي تحملها هذه اللغة التي خدمت الإنسانيّة، و كتب بها العرب و غير العرب، بل دوّنت بها السّجلات الدينيّة لمختلف الأديان. فهي لغة البشريّة بصفة عامّة، فأَنْعِمْ بها من لغة!