ورقة كاملة

ورقة كاملة

المكتبة > الطوابع البريدية > 2019 > رقم 1839


بعض القراءة


حدث ذلك ، صبيحة يوم 08 مارس 1974 ، حين أقلعت الطائرة من المطار الدولي للعاصمة الفيتنامية هانوي باتجاه المطار العسكري بمنطقة سوك سون على مسافة ستين كيلومتر خط مستقيم من العاصمة .
عند مباشرة عملية الهبوط وبعد أن قاربت الطائرة الأرض بعدة أمتار، تبين لقائد الطائرة قصر مدرج الهبوط. فحاول أن يعطي المحرك القوة اللازم التي تمكنه من الارتفاع مجددا ولكن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدًا ولامست أغصان الأشجار مما أدى إلى استحالة التحكم فيها، تحطمت محترقة على بعد أمتار قليلة .
خمس عشرة صحفيا يشكلون الوفد الإعلامي الجزائري المرافق لرئيس الجمهورية 'هواري بومدين' خلال جولته الأسيوية و تسع صحفيين فيتناميين بالإضافة إلى طاقم الطائرة لقوا جميعا مصرعهم في هذا الحادث المأساوي.
هذا المصاب خلف حزنا كبيرا للجزائر و الفيتنام على حد سواء والأسرة الإعلامية بشكل خاص .
في غضون أسبوع ويوم إعادة الجثامين لضحايا تحطم الطائرة إلى أرض الوطن أقيمت مراسيم جنائزية مهيبة في القاعة الشرفية لمطار الجزائر حضره الرئيس هواري بومدين أعضاء من الحكومة و مجلس الثورة لمواساة أهالي ضحايا المأساة الأليمة و لإلقاء النظرة الأخيرة على الصحافيين الشجعان الذين لقوا حتفهم خلال تأدية واجبهم في خدمة الجزائر.
حضر المراسيم أيضا العائلة الإعلامية أسرة الصحافة المكتوبة، الإذاعة و التلفزيون ووكالة الأنباء الجزائرية التي حضرت لتكريم خيرة الزملاء الذين ماتوا من أجل الواجب الإعلامي.
تميزت المراسيم الجنائزية بالوطنية تكريما لأرواح ضحايا الواجب و تم تشييد بالمناسبة نصب تذكاري سنة 2000 بالعاصمة الفيتنامية تخليدا لذكرى رحيلهم و أما الجزائر وفي سنة 2013 سمي شارع بحي سعيد حمدين (الجزائر العاصمة) بأسماء الصحفيين والمصورين والتقنيين الجزائريين تخليدا ذكراهم .
هذه الالتفاتة من البلدين أعطت لتضحياتهم قيمة التاريخية : صالح ديب ، عبد الرحمن قهواجي ، محمود مدات ، مصطفى قبوب ، عبد القادر بوحمية ، محمد بكاي ، لعرج بو تريف ، رابح هاند ، سبتي مواقي بناني ، أحمد عبد الطيف ، محمد طالب ، محمد صحراوي ، طيب حركات ، جيلالي جيدار و محمد عطاء الله .