وثيقة رسمية

وثيقة رسمية

المكتبة > Mini Sheets > 2018 > رقم 32


بعض القراءة


في الخامس عشر نوفمبر 1988 بقصر الأمم – نادي الصنوبر- بالجزائر العاصمة، أعلن الزعيم الراحل ياسر عرفات في خطابه الشهير أمام المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن قيام دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف حيث جاء في خطابه أمام المجلس قوله ' أعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف' و منذ هذا التاريخ أصبحت الجزائر نقطة الأساس للعديد من المكاسب التي تحققت للقضية الفلسطينية. ومما نصت عليه وثيقة الإعلان، المعروفة باسم وثيقة الاستقلال التي حررها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على 'مواصلة النضال من أجل جلاء الإحتلال، وترسيخ السيادة والاستقلال'، وقد اعتبرت هذه الوثيقة تاريخ بداية 'عهد جديد'. وقد تضمن الإعلان دعوة أبناء الأمة العربية لمساعدتها في اكتمال نضالها، كما تضمن إعلان انضمامها إلى مبادئ وأهداف منظمة الأمم المتحدة، وكذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبادئ عدم الانحياز وسياسته، كما أكد أنها دولة محبة للسلام وملتزمة بمبادىء التعايش السلمي وتتعاون مع كافة دول وشعوب العالم من أجل تحقيق سلام دائم وأنها تؤمن بتسوية المشاكل الدولية والإقليمية بالطرق السلمية. وقد اعترفت الجزائر بدولة فلسطين في نفس يوم هذا الإعلان و أقامت علاقات دبلوماسية كاملة معها بحلول يوم 18 ديسمبر1988. و أعطى هذا الإعلان صداه لدى معظم دول العالم.
أما فيما يخص المنظمات الدولية فقد كانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أول من اعترف بالدولة الفلسطينية في أول يوم من صدور الإعلان، أما منظمة الأمم المتحدة فقد اعترفت جمعيتها العامة ضمنيا بالدولة الفلسطينية بعد شهر بتاريخ 15 ديسمبر 1988 و ذلك بإدخال عبارة 'فلسطين' ضمن نظام الأمم المتحدة بدلا من منظمة التحرير الفلسطينية مع الإبقاء على صفة ملاحظ لمنظمة التحرير الفلسطينية ضمن المنظمة. وبتاريخ 29 نوفمبر 2012 و بدعم كبير من الجزائر تم الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو بمنظمة الأمم المتحدة. تشكل الذكرى الثلاثون (30) لإعلان قيام دولة فلسطين بالجزائر، محطة هامة للتذكير بالموقف المبدئي والثابت للجزائر تجاه هذه القضية عبر كافة المراحل التي مرت بها فقد كانت الجزائر سباقة في فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بعد الاستقلال مباشرة، وإدخال هذه المنظمة إلى أروقة الأمم المتحدة ونيلها صفة مراقب بها خلال الدورة 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 بفضل مجهودات وزير الشؤون الخارجية آنذاك السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي ترأس هذه الدورة لتعطى الرئيس الراحل ياسر عرفات لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة الكلمة لرئيس حركة تحرير وطنية ليقف على منبرها ليلقي خطابا يتحدث فيه عن مطالب حركة التحرير. ولا تنفك الجزائر أن تؤكد في كل مناسبة عن موقفها الثابت ودعمها للشعب الفلسطيني الشقيق من أجل تمكينه من حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، طبقا للقانون الدولي وللشرعية الدولية، ودعمها لكافة الجهود الفلسطينية والعربية والدولية الرامية إلى الحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية والسيادة .