قم بتسجيل الدخول أو إنشاء حساب ، للاطلاع على أسعار الطوابع المستعملة و غير المستعملة ولإدارة مجموعتك عبر الإنترنت مجانًا
تسجيل الدخول أو إنشاء حساب
خصائص
رقم : 839
موضوع الاصدار: قصبة الجزائر
يمثل : منظر داخلي للقصبة
تاريخ الاصدار : 30/05/1985
القيمة : 0,80 DA
المواضيع
المدن > الجزائرالعاصمة
الهندسة المعمارية > المنازل
بعض القراءة
إن قصبة الجزائر التي هي قلعة للتاريخ والحضارة كانت وما تزال بعد قرون عديدة، رمزا للانسجام بين الفن المعماري ونمط المعيشة والقيم العربية الإسلامية. وسميت هذه المدينة التي بناها بولوغين بن زيري في النصف الثاني من القرن العاشر بالجزائر، بسبب وجود جزر صغيرة في عرض البحر، وهذه الجزر المتصلة باليابسة تشكل اليوم رصيف الأميرالية. وفي منتصف القرن السابع عشر كان يسكن في هذه المدينة المشكلة من عدة أحياء مائة ألف نسمة، وكان لكل حي سوقه ومسجده وعيونه وقصوره، ومساكن ملائمة لعادات ومناخ البحر الأبيض المتوسط. كما تحيط بالمدينة مساجد جد جميلة، مثل: الجامع الجديد والجامع الكبير وسيدي عبد الرحمان، التي تشهد على تمسك أهلها بالقيم الإسلامية. وبصفتها مكان إقامة ومركزا صناعيا، كانت القصبة منظمة على شكل أحياء مستقلة نسبيا ومتخصصة في إنتاج المواد وتوفير الخدمات الضرورية للحياة اليومية للسكان، وكان كل اتحاد حرفي تحت رعاية وال، تقام له حفلات يشارك فيها الجميع. إن هذا الإطار وهذا التنظيم للحياة الاجتماعية كانا يضفيان على القصبة انسجاما عميقا بين النسيج البشري، والنشاطات الاقتصادية والدينية والثقافية للسكان. وتتشابك طرق الراجلين والأروقة الداخلية وفتحات إضاءة المنازل والأماكن العامة بصفة منسجمة ولطيفة، وبدون أن تصدم الإنسان في هذه المدينة، حيث كان الفن والدين يشكلان بنية المجتمع. وإبان حرب التحرير الوطني أصبحت، بفضل شكلها المعماري ونمط بنائها وتمسك أبنائها التاريخي بالحرية والأخلاق الإسلامية، قلعة للكفاح والمقاومة العنيفة ضد القوات الاستعمارية.
فكانت قصبة الجزائر مقرا للتنظيم السياسي، وتعبئة الجماهير والتموين وصنع القنابل ونقل الأسلحة، والمخابئ السرية وطبع المنشورات وكثير من النشاطات الثورية الأخرى. وتكبدت القوات الاستعمارية هزائم ثقيلة في مواجهتها مع هذه القلعة شبه المحصنة، وتنظيمها المادي والبشري. أما اليوم، فإن القصبة، التي تعتبر تراثا عالميا، تحظى بدراسات وبرامج هامة لإعادة هيكلتها وتهيئتها من أجل حمايتها من التلف على مرور الزمن، وفي هذا الشأن تجري حاليا أشغال تجديد نسيجها الحضري، وترميم المنازل والمعالم التاريخية والثقافية. سيسمح هذا المخطط الواسع بالمحافظة على هذا التراث ذي الثروة الثقافية والتاريخية الكبيرة، وبتقييم هذا الحي العريق الشاهد على عبقرية الشعب الجزائري.