قم بتسجيل الدخول أو إنشاء حساب ، للاطلاع على أسعار الطوابع المستعملة و غير المستعملة ولإدارة مجموعتك عبر الإنترنت مجانًا
تسجيل الدخول أو إنشاء حساب
خصائص
رقم : 1837
موضوع الاصدار: دور المرأة في مجال الصحة إبان الثورة التحريرية
تاريخ الاصدار : 18/02/2019
القيمة : 25 DA
المواضيع
التاريخ > حرب التحرير الجزائرية 1954-1962
المرأة
الصحة
بعض القراءة
لم يكن غريبا على المرأة الجزائرية مشاركتها، ومنذ الوهلة الأولى في الثورة التحريرية، فالتاريخ يشهد لها رفضها للمستعمر الفرنسي مثلها مثل أي وطني غيور على دينه ووطنه وعروبته، فالجزائرية هي سليلة لالة فاطمة نسومر التي لقنت المستعمر دروسا في الصبر وحب الوطن والشجاعة. على غرار نساء العالم كان للمرأة الجزائرية مواقف تدل على مناهضتها للاستعمار ومشاركتها لرجال الجزائر بُغية إخراج الغزاة من بلدها خولتها للقيام بأدوار هامة أثناء الثورة.
التحقت المرأة بجيش وجبهة التحرير الوطنيين مقتحمة مجالات حيوية مختلفة كانت الثورة في أمس الحاجة إليها، أبرزها المجال الصحي الذي يعتبر من المجالات التي أولاها قادة الثورة أهمية بالغة كونها من المقومات الأساسية في الكفاح المسلح وأساس نجاح العمل الثوري. ففي مطلع سنة 1955 كانت عمليات التمريض تتم تلقائيا في مختلف المناطق وبوسائل بسيطة وتقليدية، لكن مع اتساع رقعة الثورة وازدياد العمليات العسكرية خصوصا بعد هجومات 20 أوت 1955 أصبح من الضروري التفكير في إنشاء مراكز صحية وتدعيم السلك الطبي بالممرضين والممرضات، فأقبلت المرأة الجزائرية على هذا الميدان المناسب لها وساهمت فيه لطبيعته الملائمة للتمريض، كونها تتمتع بصفات تؤهلها أكثر لعلاج المريض والاعتناء به كالرقة والرأفة والعطف والحنان.
بعد إضراب الطلبة يوم 19 ماي 1956 التحقت العديد من الفتيات المتعلمات بصفوف الثورة وعملن كممرضات، يقمن بمعالجة الجرحى والمرضى في القرى والمداشر والأرياف بالإضافة إلى جلب الأدوية والمعدات الطبية غير مباليات بخطر الطائرات المحلقات فوق الجبال بل كن يعالجن المرضى حتى أثناء الاشتباكات والمعارك الحامية الوطيس وينبن عن الطبيب في عدد من العمليات المستعجلة وينقلن المرضى عبر الشعاب وفي الليالي المظلمة.
في سنة 1958 توجهت العديد من المجاهدات الممرضات إلى الحدود الجزائرية حيث كن يقمن بعلاج المرضى وتقديم المساعدات للاجئين، وهكذا خدمت المرأة الجزائرية الثورة التحريرية المجيدة بفعالية وبكل إخلاص وتفان.
إن التضحيات الجسام التي قدمها أسلافنا خلال ثورة التحرير، رغم قلة الكفاءات ونقص الإمكانيات والظروف الصعبة المفروضة من قبل المستعمر، تدعونا للوقوف وقفة إجلال واحترام أمام بسالتهم وتفانيهم في حب الوطن والإيمان بقضيتهم العادلة التي كللت في النهاية بالنصر.